كل عام وليبيا بخير

أحمد الله سبحانه أن أحياني حتى شهدت هذا اليوم .. هذه الثورة .. الملحمة العظيمة .. يوم تدافع أحرار ليبيا وحرائرها يسطرون صفحات المجد والفخار .. يغالبون الظلم .. ويدافعون الطغيان .. وبنفضون عن أنفسهم وبلادهم أربعة عقود مظلمة من الهوان والتخلف والقهر .. فكانت ملحمة وقف العالم إكبارا لها .. وكانت بطولات رائعة يخلدها التاريخ في أنصع صفحاته .. هذه ثورة الشعب الليبي .. ثورة فبراير .. ثورة التكبير .. ثورة التضحيات .. ثورة الشهداء .. ثورة رعاها الله بقدرته .. وسخر لها كل مقومات الانتصار .. فامتلأت القلوب بالإيمان .. وشحذت الهمم .. وتعززت الثقة في نصر الله ..
عرفت الثورة المد والجزر .. التقدم والتراجع .. الثقة والقلق .. لكنها منذ بدأت لم تعرف التوقف .. بل كان زخم الثورة دائم التعاظم .. وكانت العطاءات لا تعرف الحدود .. تشابكت الأيدي والسواعد ..وبذلت التضحيات .. وجاد الليبيون بكل شيء .. بالمهج والأرواح .. بالدماء والعرق ..
اليوم في ذكراها الثانية .. يوم الذكرى .. ذكريات الثورة .. ذكريات البطولات والأبطال ..
حري بنا أن نتذكر الشهداء الأبرار .. نستمطر عليهم شآبيب رحمات الله ورضوانه .. نحيي أسر الشهداء ونشد على أياديهم .. من حق الشهداء علينا أن نخلفهم في أسرهم ونقدم كل أوجه الرعاية والعون لهم
حري بنا أن نتذكر جرحانا ونسأل الله لهم الشفاء العاجل .. وأن يعوضهم خيرا مما فقدوه .. هم أيضا من حقهم علينا أن نرعاهم ونقدم لهم كل ما يستحقوه من حياة كريمة.
هذه ثورة الليبيين .. ثورة فبراير المجيدة الظافرة .. تطاولت عروقها وامتدت في أرض ليبيا .. استمدت عنفوانها من انتفاضات شعبنا على مدى حكم الطاغية .. من المحاولات المتعددة لقواتنا المسلحة للاطاحة بحكم الطغيان .. من مظاهرات طلابنا في الجامعات والمدارس .. من كفاح شبابنا في المدن والقرى .. في وديان وربى الجبل الأشم .. من نضال أبناء وبنات ليبيا في المنافي ومجهوداتهم التي تواصلت طيلة ثلاثين عاما..
هذه الثورة هي في أعناقنا أمانة .. أمانة لتحقيق أهدافها والبلوغ بها إلى شاطيء الأمان ببناء دولة الاستقلال الثانية .. دولة تصون الحقوق .. وترعى المواطنين .. وتتيح لكل مواطن فرص العيش الحر الكريم ..
اليوم نحتفل بذكرى انطلاقة الثورة .. فلنجعل من هذا اليوم مناسبة لتجديد الانطلاقة .. وتحفيز الهمم .. ورص الصفوف واستعادة الثقة فيما بيننا وبذل الجهود المتناسقة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية .. وتمتين أواصر التواصل بيننا.
الله أكبر وعاشت ليبيا حرة شامخة

اكتب تعليقا عن المقالة

مطلوب.

مطلوب. لن يتم نشره.

إذا كان لديك موقع.