من المؤتمر 1

  

أصبحت الاقتحامات المتكررة التي يتعرض لها مقر المؤتمر الوطني العام  تحول  دون قيام المؤتمر بمهامه المنوطة به على الوجه المطلوب. عُلقت جلسات وعُطلت أخرى، وتعرض أعضاء المؤتمر لكثير من صنوف المهانة والتحقير، علاوة على التهديد الذي تعرض له عدد من أعضاء المؤتمر بسبب مواقفهم التي اتخذوها في داخل المؤتمر. العالم بات ينظر إلينا بعين السخرية حين أصبح مقر أعلى سلطة سيادية وتشريعية في البلاد منتهكا بهذه الكيفية، وأصبح أعضاء المؤتمر يقعون تحت التهديد والضغط.

كلما استمرت هذه الظاهرة كلما اضمحلت قدرة المؤتمر وأعضائه على الإيفاء بالاستحقاقات الحيوية ومواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظرهم. أدت كل هذه التطورات إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بنقل جلسات المؤتمر إلى مدينة أخرى تتوافر فيها التدابير الأمنية اللازمة التي تمكن أعضاء المؤتمر من ممارسة مهامهم دون تعطيل أو تهديد.

التظاهرات والاعتصامات حق طبيعي ومشروع لكل مواطن، وينبغي أن نتكاتف جميعا لصيانة وضمان حق المواطن في التعبير عن آرائه والمطالبة بحقوقه. لكن كل ذلك ينبغي أن يتم بطرق مشروعة وسلمية لا تتعدى على حقوق وحريات الآخرين.

ومن حق المواطنين متابعة أداء أعضاء المؤتمر وإسداء النصح لهم، وتوجيه النقد إليهم، ومطالبتهم بتصحيح أدائهم. هذا كله يشكل ظاهرة صحية يجب أن نستوعبها ونتعامل معها بكل أريحية وبالفهم والتجاوب الكامل. لكن هذا أيضا ينبغي أن نتجنب فيه عدة أمور منها المبالغة في وصف ما حدث، ونسج الشائعات وتلقفها والبناء عليها بما ينتج ضرورة بناء خاطئا، وكذلك يجب أن نتجنب التعميم .. فلا يصح أن نسحب تصرف عضو أو عدد من الأعضاء على أعضاء المؤتمر كلهم.

ومن حق الناخبين أن يتوقعوا ممن انتخبوهم جودة الأداء والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، وأن يكونوا في مستوى الاختيار والانتخاب والتكليف الشعبي، بل أن يكونوا في مستوى عضوية المؤتمر الوطني العام وتمثيل الأمة احتراما وحرصا وأداء وانضباطا. لكن في نفس الوقت فينبغي أيضا أن نحفظ لأعضاء المؤتمر احترامهم وألا نتطاول عليهم بالتجريح والسخرية والطعن.

إن عضو المؤتمر وصل إلى هذه العضوية عن طريق انتخابه من دائرته، وهو مطالب أن يكون في مستوى هذا الاختيار، فينبغي أن نعينه ونؤازره ونشد من أزره، وأن نعطيه ما يستحقه من احترام بما يمكنه من أداء دوره والوفاء بمسؤولياته. ويجب أن ندرك بأن تعزيز مكانة المؤتمر واحترامه ضرورة حيوية كي يقوم بمهامه السيادية والتشريعية والرقابية على الوجه المطلوب.

تبقى أسئلة مهمة لا مندوحة من طرحها:

هل المطلوب من عضو المؤتمر أن يكيف آراءه ومواقفه حتى تتناسب مع رأي مجموعة معينة؟  أم أن عليه أن يعبر عما يراه صحيحا، وما يمليه عليه ضميره ويتحمل بكل شجاعة المسؤواية عن ذلك أمام الشعب؟

وهل يمكن أن يكون عضو المؤتمر فعالا وهو لا يستطيع اتخاذ قرارات وإبداء آراء مخافة أن يتعرض للتهديد والضغوطات؟ هل هكذا نريد المؤتمر عاجزا لا يستطيع أن يواجه بحزم التحديات التي تواجهها بلادنا ليبيا في هذه المرحلة الحرجة؟

إن المرحلة الراهنة تفرض علينا أن نوازن بين مختلف الاعتبارات، ونضع نصب أعيننا المصلحة الوطنية العليا في كل ما يصدر عنا وكل ما نقوم به. وإن أول ما نذكر به أنفسنا أن المصلحة الوطنية العليا تفرض علينا أن نتكاتف جميعا من أجل استيفاء الاستحقاقات الوطنية العاجلة، وأن نصطف صفوفا مرصوصة دعما للمؤتمر الوطني العام، ونصحا له، ونقدا لأدائه، بل تفويما لأداء أعضائه إذا لزم الأمر، وكل ذلك ينبغي أن يتم بالحسنى.

9 تعليقات

كتبه سناء عويدات بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 19:26. رد #

للأسف بعض اعضاء المؤتمر خيبوا امال و طموحات الشعب الذي انتخبهم فكانت خيبة الامل كبيرة ادائهم اقل من المستوى بكثيرالا ان كل هذا لا يبرر لهم اقتحامهم مقر اعلى سلطة تشريعية منتخبة في البلد

كتبه Nada Weddan بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 20:12. رد #

إلى أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي أملنا في الله ثم فيكم كبير جدا .. بالله ماتخدلو هالشعب الطيب ياسرنا جمل رنانه وشعارات عاطفيه
مانريده من من انتخبناهم حلول واقعيه عمليه سريعه بقدر المعقول تنتشل الوطن من دهاليز الغموض والضياع

كتبه ابوالقاسم امحمد القويرى بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 20:29. رد #

فى اللحظة التى نعتقد ان المؤتمر الوطنى العام سيصا فيها لاتخاد قرار هصيرى مهم نفاجاء بتدخل واعتصام وانتهاك وفوضى تمنع استمرار انعقاد الجلسة وهذا جعلنى اخمن بان هناك يد خفية تعمل على عرقلة اعمال المؤتمر وربما هى اليد التى احتفظت ببنى وليد كخميرة للشغب واستعمالها وقت الحاجة وهم من وقفوا ضد تحريرها وقالو فلنتركها ونعتبرها مديبنة مارقة وستسقط لا محالة بعد تحرير سرت ومرروا خدعتهم والتى تعانى ليبيا منها اليوم والتى هى اخطر مرحلة من مراحل ثورة 17 فبراير . محمود جبريل اليوم على قناة العربية يكذب ويقول ان الجيش الليبى يقتل الاطفال فى بن وليد ويحرض قبائل الزنتان سرا تحت شعار قديم ورفلة والزنتان خوت الجد وكذلك تحويل عملية تحرير بن وليد الى عملية حرب تار بين ورفلة ومصراته . وضع المؤتمر الوطنى خطير اذا لم يضع حد لانهاكاته ووضع حل حاسم لمؤيدى المردوم بقايا الجيش المهزوم وكتائبه المتمترسين فى بن وليد وتاتيهم المساعدات عبر الصحراء من سلاح ومال وربما مرتزقة .

كتبه haga maga بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 20:37. رد #

السلام عليكم استاذ ابراهيم…

احترامي لك ولجبهة الانقاذ.كنت اتابع نشطاتكم منذ ان غادرت ليبيا قبل 14 سنة وكنت اتمني ان انتمي اليكم ولكن خوفي من انكم لن تقبلوني وخوفي من ان يوجد بينكم ازلام.وكنت انتظر ذالك اليوم الذي ترجعون فيه الي ليبيا وتبنوا ليبيا لاني اري فيكم التقدم والرقي والحضارة لانكم عشتوا في افضل بلدان العالم.
اما عن اقتحام المغتنم الوطني(اسف علي التسمية) والمليشيات المسلحة انا ضد كل هذا وارى فيه قمة الجهل. الشعب جاهل ومناهر ومدامر…الخ.كان ينتظر حلول سريعة ولكنم فشلتم كما فشل المجلس الوطني..الشعب راى الاعضاء يطالبون ب9000 وسيارة وحرس شخصي واقامة في فنادق 5نجوم. وهناك ناس رواتبهم 400د. ومنهم لايملك سيارة.ولا بيت. ولا عمل, وتكاليف الحياة باهظة, ويرى انه خدع وانضحك عليه,حتي لو ان هدا مش حقيقة ولكن هدا اللي باين.هناك حلول سريعة ومافيهاش اي تعقيد ممكن ان تسعد الشعب وتعطيكم الوقت الكافي لتسيير البلاد الي الافضل.كان من الممكن ان تطرحوها.كنت اتمني ان اكون عضوا في الموتمر والله لاكنت اعمل مجانا من اجل البلد وكنت قدمت الحلول السريعة…ا
انا شاب ليبي غادرت البلد منذ 14 سنة ورجعت الي ليبيا قبل الحرب باسبوع تقريبا.وعندما صارت الحرب بالرغم من ماحدث الا اني كنت سعيد وكنت مؤمن اننا سننتصر وتتحرر ليبيا.ولكني اليوم اشعر ان ليبيا لم تتحرر.
لاني لم اري اي شي جيد قدمته الحكومة,سوى المجلس او المؤتمر..فلا تلوم المليشيات او الشعب مع اني ضد ماحصل ولا اعطيهم العذر لذلك ولكني لا الومهم انما لومي عليكم. وسامحني ياستاذ ابراهيم ربما زل لساني, احترامي لكم كبير.

كتبه نعيمة اسكيليح بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 21:04. رد #

السيد إبراهيم صهد
بعد التحية
إن الوطنية ليست بكثرة التردد على المهرجانات والشعارات والمقابلات في وسائل الأعلام والنزاهة هي أيضاَ ليست بكثرة التردد على المساجد وبالمظهر الرجل الملتزم حيت كان هذا هو المعيار التي تم بيه اختيار المرشحين في المؤتمر الوطني ولا ريب في ذلك فالعيب هو في سؤ الاختيار الناتج عن عدم الوعي السياسي من المواطن العادي، ولذا يجب علينا تقبل الأخطاء التي تصدر من بعض أعضاء المؤتمر بناء على أساس الانتخاب ، كما إن تلك التهجمات لبعض المجموعات على المؤتمر الوطني يمكن مردها لنفس السبب هو عدم الوعي أيضا، ومن هنا نستطيع أن نقول إن الأخطاء لم تكون من المواطن فقط بل من المواطن والنائب، المرحلة خطيرة ويجب تشكيل حكومة أزمة وهذه الحكومة يجب أن تكون مبنية على المحاصة وإذا لم تكن كذلك نصبح في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها اعترافنا بالقبلية وإرضاء الكل وبناء الدولة على هذا الأساس هو الحل ولو في هذه المرحلة حتى يتم إلغاء المنطقية والقبلية مع زيادة الوعي وانتشار الاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعيمة إسكيليح
جمعية معا على الطريق

كتبه نجوى بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 21:59. رد #

السؤال المهم هو “لماذا لم يستطع المؤتمر الوطني أن يفرض إحترامه على الشعب الذي أنتخب أعضاؤه؟..توجد عدة أجوبة على هذا السؤال مثلا عندما ألئتم جمع المؤتمر ولأول أو ثاني جلسة تقريبابدأ بعض أعضاؤه يطالبون برتبة “رئيس وزراء وسيارات وحراسة شخصية والخ..هذا في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الليبي من البطالة وغلاء الأسعار وضيق العيش وعدمالشعور بالأمان وخيبة الأمل في الحكومة التي لم تفلح في حل ولا مشكلة واحدة من مشاكل الدولة..
ثم تصرفات الأعضاء أنفسهم داخل المؤتمر والتي يتضح منها عدم إحترام بعضم لبعض ولا إحترام الشعب الذي يراقبهم “ومن حقه” من خلال شاشات التلفزة..
شعر المواطن الليبي منذ البداية أن الأعضاء وخاصة المنتمون إلى أحزاب بأنهم يعملون لمصلحة الحزب وليس لمصلحة الوطن .. لا هم لهم سوى الحصول على السلطة والمناصب لتحقيق مآربهم ولا ننسى أبدا المشادات التي حدثت بينهم عند عد الأصوات للترشح للجان التي تم تشكيلها..
مر حوالي شهرين على تشكيل المؤتمر العام ولا نذكر إنجاز واحد بسيط له
نعم نحن نريد مؤتمر وطني محترم وله قيمته في أعين الناس ولكن هل هذا الإحترام يغتصب بالقوة أم يفرض بالأعمال والإنجازات والقدوة ..السؤال مطروح على أعضاء المؤتمر العام الموقر ليردوا عليه

كتبه سامية محمد بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 22:44. رد #

ربنا يحفظك و يطول فى عمرك يا أستاد ابراهيم و الحمد لله جاء اليوم الذى نورت فيه ليبيا بوجودك و رجعتك أنت و زملائك الى ليبيا الحبيبة

كتبه osama بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 22:56. رد #

معاك في كلامك يا دكتور الا اني اختلف في نقطة وهيا اضمحلال قدرة قدرة الاعضاء علي الايفاء بمتطلبات المرحلة بل ارا ان يكون هذا حافز لعلم الاعضاء بمدا الانحراف الحاصل ويعي كل فرد الواقع ويعمل علا اصلاحه بقوة واصرار اكبر ولكي يعلم بعض الاعضاء ان عهد الكراسي الوثيرا قد ولا ولو قام كل شخص بواجبه سينتهي النفق المضلم بكل تاكيد

كتبه hamad m بتاريخ 2012/10/11 عند الساعة 23:57. رد #

مقال جيد ونرى ان هذا الواقع المرير عبارة عن صورة مصغرة للانتهاكات اليومية للحدود الليبية من جميع الجيهات فهل هناك حل للمشكلة الاصلية ثم نبحث المشكلة الصغيرة ولو بنقل المؤتمر مؤقتا الى منطقة امنه

اكتب تعليقا عن المقالة

مطلوب.

مطلوب. لن يتم نشره.

إذا كان لديك موقع.