احذروا الساعين لشق الصف الوطني

يقوم معمر القذافي باستخدام كل ما في جعبته من حيل وخداع لإنقاذ حكمه المتهالك المنتهي طمعا في الالتفاف على المطلب الشعبي الممهور بدماء الليبيين وأرواحهم بضرورة انتهاء هذا الحكم الهمجي وطي صفحته.

ففي الوقت الذي يسلط القذافي على شعبنا كل أسلحته وذخائرة مرتكبا مجزرة غاية في البشاعة، وفي الوقت الذي يمارس القتل والاختطاف والتجويع والحصار ضد الشعب الليبي، وفي الوقت الذي يستخدم الكذب والدجل والحرب النفسية، فإنه عمد أيضا إلى تسخير بعض أعوانه ليكونوا أبواقا له في حربه ضد الليبيين. هؤلاء الأعوان معروفين بخنوعهم لإملاءات القذافي طيلة حكمه، ولم ينبسوا ببنت شفه عن الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الليبي، ولم يفعلوا شيئا لإنهاء المعاناة التي تلظى شعبنا بنيرانها على مدار أربعة عقود.

هؤلاء الأعوان هم الذين كانوا يبحثون عن معاذير أمام الشعب الليبي يبررون بها استمرارهم في خدمة القذافي وتمكينه من رقاب الشعب الليبي، والذين كانوا يهبون لنجدة القذافي وحكمه كلما تعرض لضائقة، ولم يحسب لهم في يوم من الأيام أنهم تحركوا لنجدة الشعب الليبي. هؤلاء هم أنفسهم الذين يستخدمهم القذافي اليوم لتوجيه نداءات ورسائل ويحاول إرسالهم إلى المناطق المحررة في محاولة مكشوفة مفضوحة للفت من عضد الشعب الليبي ولتفريق صفوفه.

لم تروعهم دماء الليبيين التي سفكها القذافي، ولم يتأثروا لآلاف القتلى والجرحى، ولم يهتموا لبحر الدماء الذي يفصل القذافي عن الشعب الليبي، وإنما قبلوا أن يكونوا في خدمة القذافي وأن يسخروا أنفسهم في حملاته ضد الشعب الليبي، وأن يكونوا أبواقا للقذافي.

كان الأولى لهم أن يهبوا إلى نجدة شعبهم وأن يصطفوا إلى جانبه، أن يحاولوا التكفير عما بدر منهم بموقف إيجابي واحد يحسب لهم، وإن لم يجدوا الشجاعة لفعل ذلك كان الأولى بهم أن يستمروا في صمتهم المخزي ويتركوا شعبنا دون أن يطعنوه مرة أخرى.

لقد أساءوا إلى مشاعرنا، وغرزوا ألسنتهم في جراحنا، وتقايؤوا عبارات الولاء والإخلاص لسيدهم دون أي حياء ولا خجل، بدلا من أن يدينوا جرائمه البشعة الماثلة للعيان ويصبوا اللعنات عليه.

لا ينبغي أن يسمح لهؤلاء أن يقوموا بمهمة اختراق الصف الوطني وبث الفتنة وزعزعة الوحدة تحت ستار “حكمة” رخيصة يحاولون بها التسويق لبقاء القذافي، ولا ينبغي لأحد أن يستقبلهم أو أن يتعاطى معهم. لقد تخطوا كل الحدود، وقطعوا كل الوشائج مع الشعب الليبي، وجددوا اختيارهم بالانحياز إلى القذافي … هذا الانحياز يأتي في الوقت الذي تسيل فيه الدماء وتزهق الأرواح حتى يبقى القذافي في الحكم ويستمروا هم في خنوعهم وخضوعهم له.

اكتب تعليقا عن المقالة

مطلوب.

مطلوب. لن يتم نشره.

إذا كان لديك موقع.